عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023/05/03, 10:15 AM
الصورة الرمزية zoro1
zoro1 zoro1 غير متواجد حالياً
مستشار منتديات مصر سات لينكس
 
تاريخ التسجيل: Mar 2023
المشاركات: 861
الدولة: مصر
افتراضي حديث: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء...)

حديث: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء...)
إعرابًا ومعنى


حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، قال: رقيتُ مع أبي هريرة على ظهر المسجد، فتوضأ، فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «إن أمتي يُدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرته فليفعل»[1].



هذا الحديث النبوي الشريف مع قلة عباراته يَحمل في طياته أمورًا وصورًا بليغة متنوعة، فمثلًا الصورة التي بدأ بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هنا حديثه هي صورة التوكيد التي لا تقبل الجدل والحوارَ؛ لأنه حكمٌ وتقريرٌ إلهي محمدي، (إن) حرف توكيد ونصب، (أمتي) تدل على أمة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين، وأفضل الخلق أجمعين وقائد الغر المحجلين، وكذلك تدل إضافة ضميره صلى الله عليه وسلم إلى أمَّته على اعتزازه بها وحبِّه لها وحرصه عليها، وإعراب (أمتي) هي اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، (يدعون)، ويدعون هنا بمعنى النداء؛ أي يُدعون إلى موقف الحساب، وإما من الدعاء بمعنى التسمية، وهي تدلُّ على أسرار جمالية كثيرة، وهي أن أُمتنا أمة الدعوة للتوحيد والإسلام والسلام، وكذلك هي أمة معروفة مشهورة بين الأمم بصفاتها المتميزة الكثيرة؛ لأنهم يدعون بمعنى يُعرفون بذلك، وكذلك عموم الفاعل في بناء الفعل للمجهول في "يدعون"، يدل على أن شهرتها ليستْ بين الأمم فحسب، بل شهرتها عامة تشمل الجن والإنس والملائكة، وكل ما يعلَمه الله ولا يعلمه أحدٌ سواه، (يدعون) فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب الفاعل، (يوم) ظرف زمان منصوب وهو مضاف (القيامة) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، (غرًّا محجلين من آثار الوضوء)، تشبيه النور الإلهي الذي يشمل الوجه والكفين والقدمين والجسد كلَّه، بالبياض الناصع في غرة الفرس الأسود وتحجيله، وذلك في صورة مستمدة من الواقع الذي يعيشه المسلمُ، ويتعامل معه صباحًا ومساءً؛ ليكون ذلك أكثر تأثيرًا في النفس وأعظم وضوحًا، وهذه العبارة أيضًا توحي بصورة أخرى جاءت على سبيل الكناية، لتدل على أن الغرة والتحجيل في جبهة الفرس وقدمِه، ليست هي المرادة، بل المراد المعنى الكنائي البعيد، وهو النور الإلهي الشامل الذي ينتشر في المحشر لدى الأمة المحمدية كلها؛ مما يتعجب من قوته وشدته نتيجة لإسباغ الوضوء والإحسان في الصلاة، ونورهم يسعى بين أيديهم؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ [التحريم: 8]، (غرًّا) حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة، (من) حرف جر، (آثار الوضوء) (آثار) اسم مجرور وهو مضاف (الوضوء) مضاف إليه، (فمن استطاع أن يُطيل غرَّته فليفعل)، في هذه الجملة أسلوبُ الشرط والجزاء، بمعنى أنه متى توفر الشرط، "فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل"، وجَب تحقيق الجزاء على سبيل الأمر والوجوب، وهذا ما يدل عليه أسلوب الجزاء في قوله: (فليفعل)، (ف) حرف استئناف يفيد التعقيب، (فمن) اسم شرط حازم مبني على السكون محل رفع مبتدأ، (استطاع) فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل شرط تقديره "هو"، (منكم) (من) حرف جر مبني على السكون (ك) ضمير متصل مبني في محل جر اسم مجرور، والميم للجماعة حرف مبني لا محل له من الإعراب، (أن) حرف مصدري ونصب، (يطيل) فعل مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"، والمصدر المؤول من "أن" و"الفعل" في محل نصب مفعول به، (غرته) (غرة) مفعول به منصوب وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه، (ف) الفاء رابطة لجواب الشرط، و(اللام) لام الأمر (يفعل) فعل مضارع جواب الشرط فعل مجزوم والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو".

الالوكة
...............................
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع zoro1
رد مع اقتباس