عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023/05/15, 09:23 AM
الصورة الرمزية zoro1
zoro1 zoro1 غير متواجد حالياً
مستشار منتديات مصر سات لينكس
 
تاريخ التسجيل: Mar 2023
المشاركات: 877
الدولة: مصر
افتراضي تفسير قوله تعالى : وَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ فِی ٱللهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ لَنُبَوِّئَنَّهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ فِی ٱللهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ لَنُبَوِّئَنَّهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَلَأَجۡرُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ۝﴾

[النحل: ٤١]

﴿وَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ فِی ٱللهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ لَنُبَوِّئَنَّهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة﴾ أي : والذين تركوا أوطانهم وقومهم؛ ابتغاء مرضاةِ اللهِ مِن بعدِ ما ظلمهم الكُفَّارُ وعَذَّبوهم لِيَردُّوهم عن دينِهم- لنُسكِننَّهم في الدُّنيا بلدًا يرضونها، ولنرزُقنَّهم رِزقًا واسعًا، وعيشًا هنيئًا، ولنجازينَّهم جزاءً حسنًا.

يُنظر : ((تفسير ابن جرير)) (١٤/٢٢٣)، ((تفسير القرطبي)) (١٠/١٠٧)، ((تفسير ابن كثير)) (٤/٥٧٢)، ((تفسير السعدي)) (ص: ٤٤١)، ((تفسير ابن عاشور)) (١٥٧-١٤/١٥٨).

قال الرسعني : ((لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً أي: بلدةً أو دارًا حسنةً، وهي المدينةُ، في قولِ ابنِ عباسٍ، والحسنِ، ومجاهدٍ، وقتادةَ، والأكثرينَ)). ((تفسير الرسعني )) (٤/٣١).

قال ابنُ كثيرٍ : ((لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً قال ابنُ عبَّاسٍ، والشَّعبيُّ، وقتادةُ: المدينةُ. وقيل: الرِّزقُ الطَّيِّبُ، قاله مجاهِدٌ. ولا مُنافاة بينَ القولين)). ((تفسير ابن كثير)) (٤/٥٧٢).

قال الشوكاني في قولِه تعالى : لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً : ((اختُلِف في معنى هذا على أقوالٍ، فقيل: المرادُ: نزولُهم المدينة، قاله ابنُ عبَّاسٍ، والحسنُ، والشعبيُّ، وقتادةُ. وقيل: المرادُ: الرِّزقُ الحسنُ، قاله مجاهدٌ. وقيل: النصرُ على عدوِّهم، قاله الضحَّاكُ. وقيل: ما استولوا عليه مِن فتوحِ البلادِ، وصار لهم فيها مِن الولاياتِ. وقيل: ما بقي لهم فيها مِن الثناءِ وصار لأولادِهم من الشَّرفِ. ولا مانع من حملِ الآيةِ على جميعِ هذه الأمورِ)).
((تفسير الشوكاني)) (٣/١٩٦).

قال ابن تيمية : ((سببُ نزولها المهاجرون إلى رسول الله ﷺ، وهي عامَّةٌ في كلِّ من اتَّصفَ بهذه الصِّفةِ)). ((مجموع الفتاوى)) (٨/٣٢٦).

وقال ابن كثير : ((يحتملُ أن يكون سببُ نزول هذه الآية الكريمة في مُهاجِرةِ الحبشةِ الذين اشتدَّ أذى قومِهم لهم بمكَّة، حتى خرجوا من بين أظهُرِهم إلى بلادِ الحبشةِ؛ ليتمكَّنوا مِن عبادةِ ربِّهم، ومِن أشرافِهم: عثمانُ بنُ عفانَ، ومعه زوجتُه رُقيَّة بنتُ رسول الله ﷺ، وجعفرُ ابنُ أبي طالبٍ، ابنُ عمِّ الرسولِ، وأبو سلمة بنُ عبدِ الأسدِ، في جماعةٍ، قريب مِن ثمانين، ما بين رجلٍ وامرأةٍ)). ((تفسير ابن كثير)) (٤/٥٧٢).

ويُنظر : ((تفسير ابن الجوزي)) (٢/٥٦٠)

﴿وَلَأَجۡرُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ﴾ أي : ولَثوابُ اللهِ للمُهاجِرين في الجنَّةِ أعظمُ مِن ثوابِه لهم في الدُّنيا. لو كان المتخلِّفون عن الهِجرةِ يعلمون ثواب اللهِ للمُهاجرين في الدُّنيا والآخرةِ، لما تخلَّف أحدٌ منهم عن الهِجرةِ.

يُنظر : ((تفسير ابن جرير)) (١٤/٢٢٥)، ((تفسير الزمخشري)) (٢/٦٠٧)، ((تفسير ابن كثير)) (٤/٥٧٣)، ((تفسير السعدي)) (ص: ٤٤١).

وقال الشوكاني : ((وقيل: إنَّ الضمير في يَعْلَمُونَ راجعٌ إلى المؤمنين، أي: لو رأوا ثواب الآخرةِ، وعاينوه، لعلموا أنَّه أكبرُ من حسنةِ الدُّنيا)). (( تفسير الشوكاني)) (٣/١٩٧)
----------------------------
مشاهدةجميع مواضيع zoro1
رد مع اقتباس