عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023/04/18, 02:59 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
محمود الاسكندرانى محمود الاسكندرانى غير متواجد حالياً
♥ ♥ ♥ نـائـــب المـــــديـر الـعــــــام ♥ ♥ ♥
رابطة مشجعى نادى ليفربول
رابطة مشجعى نادى ليفربول  
تاريخ التسجيل: Jan 2021
المشاركات: 590
افتراضي لا تفتى بلا علم فالفتوى أمرها خطير


764648558.gif
13844341312.png
تمسكوا بدينكم وسيروا على منهاج ربكم لأجل أن تصلوا إليه وإلى جنته جنات النعيم وذلك بإتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا أشكل عليكم شيء من أمور عباداتكم أو معاملاتكم أو سائر أمور دينكم فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وستجدون فيهما البيان الشافي قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، فمن كان يحسن الرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم الراسخون في العلم فإن عليه أن يأخذ الحكم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عاميا ليس عنده علم فعليه أن يسأل أهل العلم من يثق بدينه وعلمه قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) هكذا أمرنا ربنا سبحانه وتعالى علماء وأعوام، أمرنا سبحانه بإتباع كتابه وسنة رسوله وأخذ الهدى منهما لا من الأهواء والرغبات ولا من أقول الناس والاختلافات فهذا ضمان للحق والصواب.
13844341312.png
فالله جل وعلا أنعم علينا بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبوجود العلماء الراسخين في العلم في كل زمان ومكان فعلينا أن نرجع إليهم في مشكلاتنا ومهماتنا، فما كان من الأمور يتعلق بالعامة فإنه يرجع فيه إلى جهات الفتوى المعتمدة من دور الإفتاء والمجامع الفقهية ولا يتدخلون فيه في مجالسهم قال الله جل وعلا: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، وأما إن كانت المسألة تتعلق بالأفراد فإنها ترد إلى أهل العلم فيرجع العامي إلى من يثق بعمله ويثق بدينه فيسأله عما أشكل عليه ولا يذهب إلى غيره ويكثر من الأسئلة لئلا يتحير؛ بل عليه أن يسأل من يثق بعلمه ودينه ويمشي على ما وجهه إليه.
13844341312.png
وليعلم كل من يفتي فإنه مسئول أمام الله عز وجل عما يقول، فإن الذي يفتي يخبر عن حكم الله سبحانه وتعالى فلابد أن يكون عنده علم ونية صالحة ولا يتخرص في ذلك أو يأتي بشيء من عنده واستحسانه فإن هذا من القول على الله بغير علم، والقول على الله يغير علم أشد من الشرك قال سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) فجعل القول على الله بغير علم فوق الشرك، والشرك إنما هو قول على الله بغير علم.
13844341312.png
فعلى المسلم أن يعرف هذا قال سبحانه وتعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
13844341312.png
فالفتوى أمرها خطير ولهذا كان السلف يقولون: أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار، وكانوا يتدافعون الفتوى مع غزارة علمهم يتدافعون الفتوى كل يحولها إلى الأخر لعلمهم بخطرها، والآن كثير من المتعالمين أو من المبتدئين في طلب العلم يتبادلون إلى الفتوى ويتسابقون إليها دون خوف من الله سبحانه وتعالى، وهذا من التدخل فيما لا يعنيهم: فمِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ كما في الحديث، فالخطر في هذا شديد والخطب في هذا جسيم، هذه أمور الدين أمور الحلال والحرام فليتحفظ فيها غاية التحفظ، والمستفتي إنما يكون في ذمة المفتي يتحمله المفتي، فعلى المفتي أن يتأهب لذلك ولا يظن أنها مسألة تذهب وتنتهي بل هو مسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى لأنك تقول هذا حلال وهذا حرام، والقول بالتحليل والتحريم حق لله سبحانه وتعالى، فإن كان عندك بيان من الله ودليل من كتابه وسنة رسوله واحتاج الأمر أو اضطر الأمر إلى الفتوى فإنك تقول ما يحضرك وما تعلمه ولا حرج عليك ولا غضاضة عليم أن تقول لا أعلم إذا سألك سأل وأنت لا تدري عن الجواب لا غضاضة عليك ولا نقص في حقك إذا قلت لا أعلم، فهذا من الفضائل إذا قلت لا اعلم هذا من الفضائل.
13844341312.png
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
13844341312.png

التوقيع
رد مع اقتباس