عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023/02/09, 04:10 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
محمود الاسكندرانى محمود الاسكندرانى غير متواجد حالياً
♥ ♥ ♥ نـائـــب المـــــديـر الـعــــــام ♥ ♥ ♥
رابطة مشجعى نادى ليفربول
رابطة مشجعى نادى ليفربول  
تاريخ التسجيل: Jan 2021
المشاركات: 590
افتراضي بيان ما يجوز وما لا يجوز فعله في الصلاة


764648558.gif
13844341312.png

اعلمُوا أنَّ الخشوعَ في الصلاة هو روحُها، وهو الذي تحصُلُ به إقامتُها حقيقةً، فصلاةٌ بلا خشوع كجسدٍ بلا روح، وقد علَّقَ الله -سبحانه- الفلاح بخشوعِ المصلي في صلاته، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:1 - 2].

فمَنْ فاته الخشوعُ في الصلاة لم يكن من أهلِ الفلاح.
ومن علاماتِ الخشوع في الصلاة: سكونُ الجوارح، وعدمُ الحركة، وحضورُ القلب، والتلذُّذُ بكلامِ الله ودعائه.
ومن علاماتِه: إتمامُ أركانِ الصلاة وواجباتِها وسُنَنِها، وعدمُ السرعة فيها.
ومن علاماتِ الخشوع: متابعةُ الإِمام، وعدمُ مسابقته، أو التخلُّف عنه.
ومن علامات الخشُوع في الصَّلاة: تجنبُ ما نُهي عنْه فيها، فهناك أشياءُ نهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عنها في الصلاةِ،
وهي نوعان:

النوع الأول: ما يُبطلُ الصلاةَ، وهو ثمانيةُ أشياء "الكلامُ العَمْدُ، والضحكُ، والأكل والشرب، وكشف العورة، والانحراف عن القبلة، والعبثُ الكثير، وحدوث النجاسة".

والنوع الثاني: ما يُنهى عنه في الصلاة ولا يُبْطِلُها، لكن يُنْقِضُها، وهو أنواعٌ كثيرة:

فيْنْهى في الصلاة عن رفعِ البصر إلى السماء؛ لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أنكرَ على مَنْ يفعَلُ ذلك، فقال: "ما بالُ أقوامٍ يرفَعُون أبصارَهم إلى السماء في صلاتهم".
واشتَدَّ قولُه في ذلك، حتى قال: "لينْتَهُنَّ أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارُهم" (رواه البخاري).
وهذا وعيدٌ شديد يوجبُ على المسلمِ الحَذَرَ من ذلك، والامتناعَ مِنْ رفعِ البصر في الصلاة.


وكذلك لا يجوزُ تسريحُ البصر فيما أمامَه من الأشياء؛ لأنَّ ذلك يشغلُه عن صلاته، وبعضُ الناس يتساهل في هذا الأمر، فتراه ينظر هنا وهناك، وهو قائمٌ يصلي.
والمطلوب من المصلي: أن يقصُرَ نظرَهُ على موضِع سجوده، ولا يَسْرَحَهُ فيما أمامه من الجدرانِ والنقوش والكتابات والقناديل المعلقة، وغيرها.


ونَهَى صلى الله عليه وسلم عن التشبُّهِ بالحيوانات في الصلاة، فنَهَى عن بُروكٍ كبروكِ البعير، والتفاتٍ كالتفاتِ الثعلب، وافتراشٍ كافتراشِ السَّبُعِ، وإقعاءٍ كإقعاءِ الكلبِ، ونقرٍ كنقرِ الغراب، ورفعِ الأيدي، وقتَ السلام، كأذنابِ الخيلِ الشُّمْسِ، فهذه ستُّ حيوانات نُهِيَ المصلِّي عن التشبُّهِ بها في الصلاة.

فنُهِيَ المصلي أن يبرُكَ كبروكِ البعير، يعني حالَ انحطاطِهِ للسجود، فالمشروعُ للمُصلي إذا انحطَّ للسجودِ أَنْ يكون أولَ ما يضع على الأرض ركبتيه ثم يديه، ثم جبهته وأنفه ولا يضع يديه قبلَ ركبتيه، فإنَّ هذا بروكُ البعير الذي نُهينا عنه في الصلاة إلا إذا كان كبيرَ السن أو مريضاً واحتاجَ إلى وضعِ يديه قبل ركبتيه، فلا بأسَ بذلك.

ونُهِيَ المصلي عن الالتفاتِ في الصلاة كما يلتفتُ الثعلب، وأخبرَ صلى الله عليه وسلم: "أنَّ الالتفات في الصلاة اختلاسٌ يختلِسُه الشيطانُ من صلاة العبد" (رواه البخاري).
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
13844341312.png
فضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان

التوقيع
رد مع اقتباس