(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ) [الزمر:23]، تشبه بعضها بعضا، يفسر بعضه بعضا، يثني بعضه على بعض، تقشعر منه جلود المؤمنين، جلود الذين يخشون ربهم، وبعد الاقشعرار تلين جلودهم وتقبل على ربها.
(وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء:109]، فإذا مروا بآيات الله لم يخروا عليها صما وعميانا، لأنهم يعرفون المعنى، وكان بعض السلف إذا مر بهذه الآية وسجد فلم يبكِ يعاتب نفسه ويقول: هذا السجود فأين البكاء؟!.
أنزل الله القرآن لنتدبره، مباركاً أنزله، ليدَّبَروا آياته، فمن الذي يتدبر كتاب الله؟ المجتهد الحريص اليوم يختمه ختمات، يتلو تلاوات، يجوِّد، لكن المعنى هو الذي يقود إلى العمل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان من سنته مع جبريل الرسول الملَكي، مع الرسول البشري في رمضان في كل ليلة يتدارسان القرآن، يقرأ هذا ويسمع الآخر ويتبادلان ما فيه من الحكم والأحكام.
القرآن مداره على ثلاثة أشياء: أولا: التعريف بالله، وأسمائه، وصفاته، وعظمته.
ثانيا: التعريف بأحكامه وشرعه، وحلاله وحرامه.
ثالثا: القصص عن بدء الخلق، وماذا كان، وماذا سيكون في المستقبل مما بعد الموت وبعد البعث، وأخبار الساعة والجنة والنار واليوم الآخر، مع قصص الأنبياء والسابقين.
فمدار القرآن على: التعريف بالله، التعريف بأحكامه، التعريف بالأخبار والقصص السابقة واللاحقة.