[waleedaboyasmen]

كيف يؤثر الصوم على كورونا؟

نشرت الدكتورة Dr. Sue Pedersen سو بيديرسون في مطلع هذا العام مقالاً بعنوان:
هل سيكون العام 2020 هو عام الصيام؟ تقول: إن وسائل الإعلام اليوم تتحدث بشكل كثيف عن الصيام المتقطع .. فعندما تعتمد فترة غذائك على 6-8 ساعات فقط وبقية اليوم تمتنع عن الطعام والشراب فقد ثبت أن هذا النظام يعالج الالتهابات بطريقة غريبة.. وكذلك علاج الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم وصولاً إلى السرطان..

ولكن هل يؤثر الصيام على الإصابة بفيروس كورونا؟

البروفسور يوهان غيساكى (Johan Giesecke)، أحد أشهر المتخصصين في الأمراض المعدية وعلم الأوبئة.. وعضو مجموعة كوفيد 19 في معهد كارولينسكا السويدي والمسؤول عن متابعة تطورات فيروس كورونا المستجد يقول في لقاء على الإذاعة السويدية بتاريخ 22-4-2020

بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض مزمنة.. لا توجد دلائل علمية بتاتاً على أن جفاف الحلق يزيد من خطر الإصابة بالفيروس.

يتابع البروفسور قوله: أكاد أجزم بأن الصيام يقلل من خطر الإصابة بفيروس كورونا، لأن الرطوبة هي التي توفّر البيئة المناسبة لاحتضان الأغشية المخاطية لفيروس كورونا، وأعتقد أن خطر انتقال العدوى ينخفض عند الصوم.

ولكن هذا البروفسور ينصح الصائمين بمضمضة الفم عدة مرات كل يوم.. كما ينصح الأطباء بتنظيف الأجزاء المكشوفة مثل اليدين والوجه والأنف عدة مرات في اليوم… بكلمة أخرى ينصحون بالوضوء!

ولكن هل الصيام يفيد المرضى؟

جامعة Yale اهتمت مؤخراً بالصيام فقامت بدراسة نشرت في مجلة “الخلية” بتاريخ 8-9-2016 وجدت أن البشر والحيوانات على حد سواء عندما يصابون بالأمراض يفقدون الشهية للطعام بشكل طبيعي.. وهذا يعتبر رد فعل تلقائي للجسم وإشارة فطرية إلى ضرورة ممارسة الصيام أثناء المرض… وأثبتت التجربة أن بعض الأمراض شفيت تماماً بمجرد ممارسة الصيام!

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وكذلك المصابون بفيروس كورونا فقد يحتاجون لتناول الدواء وأخذ جرعات من الماء الدافئ … يمكن أن يمارسوا الصيام تحت إشراف طبي.

ونقول إن الله قد رخص للمريض أن يفطر فقال:

** شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَ مَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة: 185].
فالقرآن يتفق تماماً مع الطب الحديث.

البروفسور Mark Mattson من جامعة جون هوبكنز والمتخصص بعلم أعصاب الشيخوخة اكتشف في بحثه الذي نشر في مجلة New England Journal of Medicine بتاريخ في 26 -12- 2019 :
أن الصيام يقلل من الالتهابات بشكل كبير
الصيام يعالج مجموعة كبيرة من المشاكل الصحية مثل آلام المفاصل ومشاكل الرئتين والربو ويزيل السموم ويقلل خطر الإصابة بالسرطان ويحسن وظائف الدماغ..

إن الصيام يجبر الدماغ على إفراز بروتين نادر ومهم لصحة الإنسان .. هذا البروتين مسؤول عن إطالة عمر الخلايا .. إن الصوم هو بمثابة عملية صيانة للكبد وتنظيف للأمعاء.

يتابع البروفسور: الآن نحن نعلم أن الصيام يحفز المخ لإنتاج المزيد من الكيتونات ketones والتي تمد الخلايا العصبية بالطاقة اللازمة لنمو الدماغ وزيادة أجسام صنع الطاقة داخل الخلايا mitochondria

إن الصيام يحسن قدرة الخلايا على إصلاح مشاكل الشريط الوراثي DNA وتجديد الخلايا المناعية والتخلص من الخلايا المناعية القديمة والمتضررة.

لذلك هذه النصائح الغزيرة اليوم لخصها لنا النبي الكريم قبل 1400 سنة بقوله:
يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إلّا الصَّومَ؛ فإنَّهُ لي، وأنا أجزي به [البخاري ومسلم]
الصَّومُ جُنَّةٌ [ابن حبان]. أي وقاية… في الآخرة وقاية من النار. .. ولكن في الدنيا وقاية من الأمراض..
(مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، باعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.) [البخاري ومسلم].

وأخيراً تأملوا هذه البشرى من حبيبنا عليه الصلاة والسلام عندما يقول:
( إذا كان يومُ القيامةِ يحاسِبُ اللهُ عز وجل عبدَه، (كل واحد منا سيتعرض لهذا الموقف تأمل)
ويُؤدِي ما عليه من المظالِمِ من سائرِ عملِهِ، حتى لا يبقى إلا الصومُ، فيتحمَّلُ اللهُ ما بَقِى عليه من المظالمِ، ويُدخلُه بالصومِ الجنةَ ! [السلسلة الصحيحة]… هل هناك أجمل من هذا الكلام؟
صلى الله عليه وسلم..