قد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- عظيم شأن الصلاة قولا وفعلا, وحث عليها, وعلى المحافظة عليها؛ بل تابع أصحابه في أدائها, وكان يتفقدهم في الصلاة فيقول: "أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ", "أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ", فكانت الصلاة هي ملتقى الأتقياء والأصحاب, وراحة البال من عناء الدنيا, ومكفرة الذنوب من أخلاط الدنيا التي تعلق بالعبد إذا انغمس فيها.
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
فكانت الصلاة الراحة, وقرة العين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه, أخرج الترمذي في سننه من حديث أنس, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"حُبِّب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرَّة عيني في الصلاة", أخرج أبو داود في سننه من حديث حذيفة قال:
"كان -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة".
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
وكان يقول:
"أرحنا بها يا بلال", ومصداق ذلك, انظر كيف يصلي بالليل؟! كيف كان مقدار صلاته, قراءة وركوعا وسجودا؟! تعلم يقينا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-:
"جعلت قرة عيني في الصلاة".
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
ثم انظر للأنبياء -عليهم السلام- من قبله, كيف كانت اهتمامهم بالصلاة؟! فإبراهيم -عليه السلام- يدعو:
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ)[إبراهيم: 37]؛ فالغاية الأولى هي إقامة الصلاة!, ويقول بعدها:
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)[إبراهيم: 40].
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
والله -تعالى- يمدح بها إسماعيل -عليه السلام-:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)[مريم: 54، 55].
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
وموسى -عليه السلام- يؤمَر بها في اللِّقاء الأوَّل:
(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)[طه: 14].
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
والمسيح -عليه السلام- ينطق بها في مَهْدِه:
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)[مريم: 30، 31].
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
ولقمان يجعلها في مقدِّمة ما يوصي به ابنَه:
(يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[لقمان: 17].
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
لا شك أن عبادة بهذه المثابة, تحتاج منا إلى مزيد عناية واهتمام, ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا, ربنا وتقبل دعاء.
![13844341312.png](https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png)
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.