مصر سات لينكس

مصر سات لينكس (https://masrsatlinux.com/index.php)
-   القسم الاسلامى العام (https://masrsatlinux.com/forumdisplay.php?f=143)
-   -   لماذا ذُكر آزرُ أبو إبراهيم عليه السلام في القرآن باسمه (https://masrsatlinux.com/showthread.php?t=5665)

محمود الاسكندرانى 2022/04/11 05:40 PM

لماذا ذُكر آزرُ أبو إبراهيم عليه السلام في القرآن باسمه
 

https://www5.0zz0.com/2020/05/10/02/764648558.gif
https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png

لم يعتن القرآن بذكر أسماء كثير من الأعلام ؛ لأنه لا حاجة - غالبا - إلى ذلك ، ولا فائدة ترجى للعبد من وراء معرفة الاسم ، وإنما المقصود: التدبر في القصة المذكورة ، والاعتبار بها ، ومعرفة الحكم الشرعي ، ومعرفة عاقبة المطيعين ، وعاقبة المكذبين ، أما أسماء الأعلام : - فعادة - لا تتعلق بها فائدة .
قال الشنقيطي رحمه الله :
" فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ لَمْ يُبَيِّنْهَا اللَّهُ لَنَا وَلَا رَسُولُهُ ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي بَيَانِهَا شَيْءٌ، وَالْبَحْثُ عَنْهَا لَا طَائِلَ تَحْتَهُ ، وَلَا فَائِدَةَ فِيهِ .

https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يُطْنِبُونَ فِي ذِكْرِ الْأَقْوَالِ فِيهَا بِدُونِ عِلْمٍ وَلَا جَدْوَ ى، وَنَحْنُ نُعْرِضُ عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ دَائِمًا ، كَلَوْنِ كَلْبِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وَاسْمِهِ ، وَكَالْبَعْضِ الَّذِي ضُرِبَ بِهِ الْقَتِيلُ مِنْ بَقَرَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَكَاسْمِ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ مُوسَى قَتْلَهُ ، وَكَخَشَبِ سَفِينَةِ نُوحٍ مِنْ أَيِّ شَجَرٍ هُوَ، وَكَمْ طُولُ السَّفِينَةِ وَعَرْضُهَا ، وَكَمْ فِيهَا مِنَ الطَّبَقَاتِ ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا فَائِدَةَ فِي الْبَحْثِ عَنْهُ، وَلَا دَلِيلَ عَلَى التَّحْقِيقِ فِيهِ " من "أضواء البيان" (3/ 226) .
https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
وقال ابن كثير رحمه الله - بعد أن ذكر ما روي في أسماء أصحاب الكهف-:
" في تَسْمِيَتِهِمْ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَاسْمِ كَلْبِهِمْ نَظَرٌ فِي صِحَّتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ غَالِبَ ذَلِكَ مُتَلَقَّى مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا) أَيْ: سَهْلًا هَيِّنًا؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ فِي مَعْرِفَةِ ذَلِكَ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ كَبِيرُ فَائِدَةٍ ".
من "تفسير ابن كثير" (5/ 148) .
ثانيا :
لم يذكر القرآن الكريم امرأة باسمها إلا مريم ابنة عمران رضي الله عنها ؛ لأجل ما حصل لها ولابنها عيسى عليه السلام ، من عظائم الأمور ، وجليل الآيات ؛ ولتنزيهها صراحة عن مقالة اليهود الباطلة فيها ، ولذكر المسيح عليه السلام منسوبا إليها ، نفيا لمقولة النصارى الباطلة فيه ، وادعائهم أنه ابن الله - تعالى الله عما يقولون - .

https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
قال القرطبي رحمه الله :
" لَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ امْرَأَةً وَسَمَّاهَا بِاسْمِهَا فِي كِتَابِهِ إِلَّا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ اسْمَهَا فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ مَوْضِعًا لِحِكْمَةٍ ذَكَرَهَا بعض الأشياخ، فإن الملوك والأشراف لَا يَذْكُرُونَ حَرَائِرَهُمْ فِي الْمَلَإِ، وَلَا يَبْتَذِلُونَ أَسْمَاءَهُنَّ، بَلْ يُكَنُّونَ عَنِ الزَّوْجَةِ بِالْعِرْسِ وَالْأَهْلِ وَالْعِيَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَإِنْ ذَكَرُوا الْإِمَاءَ لَمْ يُكَنُّوا عَنْهُنَّ وَلَمْ يَصُونُوا أَسْمَاءَهُنَّ عَنِ الذِّكْرِ وَالتَّصْرِيحِ بِهَا، فَلَمَّا قَالَتِ النَّصَارَى فِي مَرْيَمَ مَا قَالَتْ، وَفِي ابْنِهَا ؛ صَرَّحَ اللَّهُ بِاسْمِهَا، وَلَمْ يُكَنِّ عَنْهَا بِالْأُمُوَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ الَّتِي هِيَ صِفَةٌ لَهَا، وَأَجْرَى الْكَلَامَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي ذِكْرِ إِمَائِهَا.
وكذلك : فإذا تَكَرَّرَ اسْمُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنْسُوبًا لِلْأُمِّ: اسْتَشْعَرَتِ الْقُلُوبُ مَا يَجِبُ عَلَيْهَا اعْتِقَادُهُ مِنْ نَفْيِ الْأَبِ عَنْهُ ، وَتَنْزِيهِ الْأُمِّ الطَّاهِرَةِ عَنْ مَقَالَةِ الْيَهُودِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ " انتهى بتصرف يسير من " تفسير القرطبي " (6/ 21) .

https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
ثالثا :
وأما آزر أبو إبراهيم الخليل عليه السلام : فقد ذُكر في القرآن باسمه ، كما قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الأنعام/ 74 .
وقد تكون الحكمة من ذلك : أن اسم أبي ابراهيم (آزر) كان معروفا عند العرب ، فذكره القرآن لشهرته عندهم ، فإنهم كانوا يفتخرون بأنهم من نسل إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ، فلا شك أنهم كانوا يعرفون نسبه .
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله : "ولاشك أنه عرف عند العرب أن أبا إبراهيم اسمه آزر ، فإن العرب كانوا معتنين بذكر ابراهيم عليه السلام ونسبه وأبنائه " .
من " التحرير والتنوير " (4/310) .

https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
وقد تكون الحكمة أن لابراهيم عليه السلام مواقف متعددة مع أبيه ، قد ذكر القرآن شيئا فيها ، ولا نعلم مثل هذه المواقف لنبي آخر مع أبيه ، كقوله تعالى : (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) التوبة/ 114 ، وقوله : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) مريم/ 41 – 47 .
https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
وقوله : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) الزخرف/ 26، 27 ، وقوله : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ) الممتحنة/ 4 .
وروى البخاري (3350) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي، فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: " إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ (ضبع) مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ ) .
فلما تعددت المواقف بينه وبين أبيه في الدنيا والآخرة : ناسب أن يذكر باسمه ؛ لأنه شخصية بارزة ، ومن أكبر المعارضين لخليل الرحمن عليه السلام ، فتتوق النفوس عادة إلى معرفة اسم هذا الأب المشاق المعاند لخليل الرحمن ، مع أنه كان الأولى به أن يفخر بابنه ، ويطيعه ، وينصره ، ويؤيده .

https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
رابعا :
يجب التأدب مع الله تعالى ، وعدم التحكم عليه بشيء ، فلا يقال : لماذا ذكر الله اسم أبي إبراهيم ولم يذكر أبا غيره من الأنبياء ، وكوننا لا نعلم الحكمة أو فائدة ذكر اسم أبي ابراهيم (آزر) دون غيره لا يعني ذلك أنه لا حكمة له أو لا فائدة لذكره ، فالله تعالى حكيم ، لا يفعل شيئا إلا لحكمة عظيمة ، قد نعلمها وقد لا نعلمها ، ولذلك قال الله تعالى : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) وذلك لكمال حكمه وعلمه وعدله .
قال السعدي رحمه الله في تفسيره (ص 521) :
"(لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) لعظمته وعزته، وكمال قدرته، لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه، لا بقول، ولا بفعل، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها، وإتقانها، أحسن كل شيء يقدره العقل، فلا يتوجه إليه سؤال، لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال.
(وَهُمْ) أي: المخلوقين كلهم (يُسْأَلُونَ) عن أفعالهم وأقوالهم، لعجزهم وفقرهم، ولكونهم عبيدا، قد استحقت أفعالهم وحركاتهم فليس لهم من التصرف والتدبير في أنفسهم، ولا في غيرهم، مثقال ذرة"
والله تعالى أعلم .

https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png


كـايـرو سـات 2022/04/11 07:33 PM

رد: لماذا ذُكر آزرُ أبو إبراهيم عليه السلام في القرآن باسمه
 
patch_lov-patch_lov-

waleedaboyasmen 2022/04/11 07:37 PM

رد: لماذا ذُكر آزرُ أبو إبراهيم عليه السلام في القرآن باسمه
 
patch_lov-

محمود الاسكندرانى 2022/05/21 07:51 AM

رد: لماذا ذُكر آزرُ أبو إبراهيم عليه السلام في القرآن باسمه
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كـايـرو سـات (المشاركة 18353)
patch_lov-patch_lov-

https://mrkzgulfup.com/uploads/163319250588261.gif
https://www4.0zz0.com/2021/10/01/14/158378741.gif

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waleedaboyasmen (المشاركة 18354)
patch_lov-

https://mrkzgulfup.com/uploads/163319250588261.gif
https://www4.0zz0.com/2021/10/01/14/158378741.gif


الساعة الآن 09:09 PM

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd